منتدى البحرين الكتاب بعيسى الثقافي.. د. الجسمي يقدم قراءة نقدية لكتاب (الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة)

article

منتدى البحرين الكتاب بعيسى الثقافي.. د.  الجسمي يقدم قراءة نقدية لكتاب (الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة)

المنامة في 24 مارس / بنا / أقام مركز عيسى الثقافي اللقاء الخامس عشر من منتدى البحرين للكتاب، حيث قدم الناقد الكويتي د. عبدالله الجسمي قراءته التحليلية النقدية لكتاب “الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة”، للفيلسوف الأمريكي د. فرانسيس فوكوياما، بإدارة الأستاذ عبد القادر عقيل.

وقال د. الجسمي بأن فصول الكتاب تبدأ بالإشارة إلى مفهوم “الكرامة” قديما عندما كان أمر يخص النخب من النبلاء والمحاربين دون العامة من أفراد الشعوب، إلا أن ذلك تغير في العصر الحديث ليدخل ضمن مفهوم المساواة وتكافؤ الفرص في الحقوق والواجبات، خصوصًا مع تحول أوروبا إلى الديموقراطية، مضيفًا بأن فوكوياما يرى بأن “الهوية” نشأت كمفهوم متطور مع أطروحات مارتن لوثر الذي ميز الهوية ببعد ديني حول فكرة الذات الداخلية وعلاقتها بالعالم الخارجي، التي طورها لاحقًا جان جاك روسو الذي أعطاها صبغة علمانية.

وأوضح بأن فوكوياما يرى بأن عناصر الهوية تكاملت مع بدايات القرن 19 مع التطورات التي شهدها المجتمع الأوروبي وظهور القوميات، خصوصًا في ارتباط الهوية بشكل ملحوظ بالدين.

وقال إن المؤلف يشير إلى أن ما يجري في العالم الغربي من تحديات في الهوية هو نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي خلقت تفاوتًا حادًا بين الفئات والطبقات الاجتماعية بسبب المهاجرين، خصوصًا انحسار الطبقة الوسطى الأوروبية (طبقة البيض) التي تعد أكثر طبقة إنتاجًا، التي تجسد بذلك الهوية الوطنية، في ظل تراجع أدوار الأحزاب اليمينية واليسارية في انشغالاتهم عن حفظ حقوق الطبقة الوسطى العاملة والاهتمام بحقوق الأقليات والمهاجرين وطموحات إدارة الدولة.

وبين الجسمي بأن فوكوياما ذكر أن المجتمعات الغربية شهدت تحولاً من هوية واحدة إلى هويات متعددة، واتاحت الفرص للأقليات بنشر خطابها القومي، وتوجه حكومات الدول الأوروبية إلى تطبيق مفهوم التعددية الثقافية، الذي أدى إلى انعزال الأقليات ورفض الاندماج في مجتمع واحد، بعكس اليابان والصين وغيرها من الدول التي تعبر عن هوية وطنية واحدة، محذرًا من أن بروز الهويات الجزئية والخطاب القومي في أوروبا قد يهدد خطاب الحرية والعقلانية الذي امتازت به أوروبا، مما قد يؤثر في أسس التعايش والحوار بين فئات المجتمع.

وقال الجسمي بأن الكتاب حدد مجموعة عناصر تؤدي إلى تماسك الهوية الوطنية أهمها وجود حكومة قوية تمثل الهوية الوطنية العامة التي تعبر عن الوحدة وتنفي الهويات الجزئية، بالإضافة إلى تعزيز التطور الاقتصادي الذي يعزز بدوره الثقة بين أفراد المجتمع وخلق الفرص عبر تأسيس شبكة اجتماعية متماسكة تفعل الحرية وثقافة الديموقراطية، الذي يتأتى من وجود إصلاح سياسي يركز على تشكيل هوية واحدة في ظل سياسات لقبول الهجرات.

وبين بأن من أبرز الحلول لتجاوز أزمة الهوية في المجتمعات الغربية هو التعامل مع الأقليات بأساليب الاحتضان والاستيعاب والاندماج المجتمعي، والتركيز على التعليم العام الذي ينشر القيم المدنية للدولة الوطنية بعيدًا عن التعليم القومي والديني، وإتاحة الفرصة لهم للتوظيف في الخدمة الوطنية والحكومية دون تمييز.

وقد وجه المحاضر عددا من الملاحظات النقدية على الكتاب، حيث رأى بأن المؤلف يعتبر مفكرا يمينيا وقلل من مسؤولية الأحزاب اليمينية في الأزمة، وتجاهل دور الرأسمالية واقتصاد السوق الذي يزكي هجرة الشركات الغربية ويعزز الثقافة الاستهلاكية المعززة للمادية وانحسار القيم الإنسانية والحضارية للشعوب.

كما ذكر بأن فوكوياما لم يتطرق إلى خطورة تراجع الفكر الأيديولوجي الذي يوحد الأفراد ويؤطر جهودهم، الأمر الذي يدفعهم إلى العودة إلى جذورهم الأصلية التي تنعكس على رفضهم للاختلافات، كما بين بأن فوكوياما لم يوفق في طرحه حول العلاقة بين الهوية والدين واستشهاده بالإسلام وبروز الإسلام الديني.

 

https://www.bna.bh/.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2BDjO%2BMq%2BkJNJOzS%2FSUNFOzKs%3D

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *